الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

من اشعار الشافعي

- رحمه الله -
                                                                                      

   الحب الصادق

 تعصي الإله وأنت تظهر حبه  هذا محال في القياس بديـع    
  لو كان حبك صادقا لأطعتـه   إن المحب لمن يحب مطيـع    
في كل يوم يبتديك بنعمــة      منه وأنت لشكر ذلك مضيع 
   ***  
التوكل على الله
توكلت في رزقي على الله خالقي    وأيقنت أن الله لا شـك رازقـي
وما يك من رزقٍ فليس  يفوتنـي    ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي بـه الله العظيـم بفضلـه    ولو لم يكن مني اللسان  بناطـق
ففي أي شـيءٍ تذهـب حسـرةً   وقد قسم الرحمن رزق الخلائـق

*** 
مدَّعي الصداقة

اذا المرء لا يرعاك الا تكلفافدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحةوفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبهولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعةفلا خير في ود يجئ تكلفا
ولا خير في خل يخون خليلهويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهدهويظهر سراً قد كان بالأمس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بهاصديق صدوق صادق الوعد منصفا
***
 زن بما وزنت به
زن من وزنك بما وزنك   وما وزنك بـه  فزنـه
من جاء إليك فرح  إليه    ومن جفاك فصد  عنـه
من ظـن إليـك دونـه    فاترك هواه إذن وهنـه
وارجع إلى رب  العباد    فكل مـا يأتيـك  منـه

***
صن النفس عما يشينها
صن النفس واحملها على ما يزينهـا    تعش سالمـاً والقـول فيـك جميـل
ولا تـريـن الـنـاس إلا تجـمـلاً    نبـا بـك دهـر أو جفـاك  خليـل
وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غدٍ    عسى نكبات الدهـر عنـك  تـزول
ولا خير فـي ود امـريءٍ  متلـونٍ    إذا الريح مالت ، مال حيـث تميـل
وما أكثـر الإخـوان حيـن تعدهـم    ولكنهـم فــي النائـبـات قلـيـل

***
 القناعة رأس الغنى
رأيت القناعة رأس الغنى      فصرت بأذيالها ممتســك 
فلا ذا يراني على بابـه      ولا ذا يراني به منهمــك
فصرت غنيا بلا درهـم       أمر على الناس شبه الملك 
***
دفع الشر
لما عفوت ولم أحقد على أحدٍ    أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيتـه    أدفع الشر عنـي  بالتحيـات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه    كما أن قد حشى قلبي محبات
الناس داء ودواء الناس قربهم    وفي اعتزالهم قطع المـودات

***
إكرام النفس
قنعت بالقوت من زماني   وصنت نفسي عن الهوان 
خوفاً من الناس ان يقولوا   فضلاً فلان على  فـلان
من كنت عن ماله  غنيـاً    فـلا أبالـي إذا جفانـي
ومن رآني بعين  نقـصٍ    رأيتـه بالتـي رآنــي
ومن رآنـي بعيـن  تـم    رأيتـه كامـل المعانـي

***
عين الرضا
وعين الرضا عن كل عيب كليلة     ولكن عين السخط تبدي المساويا
 ولست بهياب لمـن لا  يهابنـي    ولست أرى للمرء ما لا يرى ليا
فإن تدن مني تدن منك مودتـي    وإن تنأ عني تلقني عنـك نائيـاً
كلانا غني عـن أخيـه حياتـه     ونحـن إذا متنـا أشـد تغانيـا

***
سلوك الكبار مع الأنذال
إذا سبنـي نـذل تزايـدت رفعـه    وما العيب إلا أن أكـون  مساببـه
ولو لم تكن نفسـي علـي عزيـزة    لمكنتها مـن كـل نـذل  تحاربـه
ولو أنني اسعى لنفعـي  وجدتنـي    كثير التوانـي للـذي أنـا  طالبـه
ولكننـي اسعـى لأنفـع صاحبـي    وعار على الشبعان إن جاع صاحبه

*** 
داو السفاهة بالحلم
يخاطبني السفيه بكل قبح     فأكره أن أكون له مجيبا
  يزيد سفاهة فأزيد حلمـا     كعود زاده الإحراق طيبا
***
إذا نطق السفيه فلا تجبه     فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت  عنـه    وإن خليته كمداً  يمـوت

***
عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا اسكت وقد خوصمت قلت  لهم     إن الجـواب لبـاب الشـر مفتـاح
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرف    وفيه أيضاً لصون العرض إصـلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامته ؟    والكلب يخسى لعمري وهـو نبـاح

***
وجدت سكوتي متجـراً فلزمتـه    إذا لم أجد ربحاً فلست  بخاسـر
ما الصمت إلا في الرجال متاجر   وتاجره يعلو علـى كـل تاجـر

***
   معاملة اللئيم
قل بما شئت في مسـبة عرضي    فسكوتي عـن اللئيـم جـواب 
ما أنا عــادم الجــواب ولكن      ما ضر الأسد أن تجيب الكلاب
***
المخرج من النوازل
ولرب نازلةٍ يضيق بها  الفتى    ذرعاً وعند الله منها  المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها    فرجت وكنت أظنها لا  تفرج

***
الناس بين شامت وحاسد
ولمـا أتيت أطلـب عنـدهـم أخا ثقة  عند ابتلاء الشـــدائـد 
تقلَّبت في دهري رخاء وشـدة   ونادين في الأحياء هل من مساعد 
فلم أر فيما ساءني غير شامت    ولم أر فيما سرني حــاســـد
***
 لا تيأسن من لطف ربك
إن كنت تغدو في الذنـوب جليـدا    وتخاف في يوم المعاد وعيـدا 
فلقـد أتاك من المهيمـن عـفـوه     وأفاض من نعم عليك مزيـدا 
لا تيأسن من لطف ربك في الحشا    في بطن أمك مضغة ووليـدا
 لو شــاء أن تصلى جهنم خالـدا     ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيــدا 
***
هموم الغــد
إذا اصبحت عندي قوت يومي   فخل الهم عنـي يـا  سعيـد
ولا تخطر هموم غـدٍ ببالـي   فـإن غـداً لـه رزق جديـد
اسـلـم إن أراد الله أمــراً    فاترك ما أريـد لمـا  يريـد

***
 فوائد الأسفــار
وسافر ففي السفار خمس فوائد تغرب عن الأوطان في طلب العلا
وعلم وآداب ، وصحبة ماجـد تَفَرُّجُ هم ، واكتسـاب معيشــة

***
قبول العذر
اقبل معاذير من يأتيك  معتذراً     إن بر عندك فيما قال أو فجراً
لقد أطاعك من يرضيك ظاهره     وقد أجلك من يعصيك مستتراً

***
من نكد الدنيا على الانسان
ومن الشقـاوة أن تحـب     ومن تحب يحب غيـرك
أو أن تريد الخير للإنسان     وهـو يريـد ضـيـرك

***
عزة النفس
لقلع ضرس وضرب  حبس   ونـزع نفـس ورد أمـس
وقـر بـردٍ وقـود  فـرد   ودبغ جلد ٍ بغيـر  شمـس
وأكل ضـب وصيـد  دب   وصرف حب بأرض خرس
ونفخ نـار ٍ وحمـل عـارٍ   وبيـع دارٍ بربـع فـلـس
وبيع خـف وعـدم  إلـفٍ   وضرب ألفٍ بحبـل قلـس
أهون مـن وقفـة  الحـر   يرجو نوالاً ببـاب  نحـس

*** 
عادة الأيام
إذا لم تجودوا والأمور بكم تمضي    وقد ملكت أيديكم البسط والقبضا 
فماذا يرجَّى مـنكم إن عـزلتــم     وعضتكم الدنيـا بأنيابها عضــا
 وتسترجـع الأيـام ما وهبتكــم     ومن عادة الأيام تسترجع القرضا
***
 لمن نعطي رأينا
ولا تعطين الرأي من لا يريده      فلا أنت محمود ولا الرأي نافعه 
***  
حاسد النعمة

وداريت كل الناس لكن حاسدي   مدارته عـزت وعـز منالهـا
وكيف يداري المرء حاسد نعمةٍ   إذا كان لا يرضيه إلا زوالهـا

***
 حب من طرف واحد
ومن البلية أن تحــب     ولا يحبك من تحبـه 
وتلح أنت فلا تُغِبُّـه     ويصـد عنك بوجهـه
***
منتهى الجود
يا لهف نفسي علـى مـال أفرقـه   على المقلين من أهـل  المـروات
إن إعتذاري إلى من جاء  يسألنـي   ما ليس عندي لمن إحدى المصيبات

***
زينة الإنسان العلم والتقوى
اصبر على مر الجفا من معلمٍ    فإن رسوب العلم في نفراتـه
ومن لم يذق مر التعلم ساعـة    تجرع ذل الجهل طول  حياته
ومن فاته التعلم وقت  شبابـه    فكبـر عليـه اربعـاً لوفاتـه
وذات الفتى والله بالعلم والتقى    إذا لم يكونا لا اعتبار  لذاتـه

***
المرء بما يعلمه
 تعلم فليس المرء يولد  عالمـاً   وليس أخو علم كمن هو جاهل
وإن كبير القوم لا علم  عنـده   صغير إذا التفت عليه الجحافل
وإن صغير القوم إن كان عالماً   كبير إذا ردت إليـه المحافـل

***
الرضى بقضاء الله وقدره
دع الأيام تفعـل مـا تشـاء    وطب نفساً إذا حكم  القضاء
ولا تجزع لحادثـه الليالـي    فما لحـوادث الدنيـا بقـاء
وكن رجلاً عن الأهوال جلد    اًوشيمتك السماحة  والوفـاء
وأن كثرت عيوبك في البرايا     وسرك يكـون لهـا غطـاء
تستر بالسخاء فكـل  عيـبٍ     يغطيه كمـا قيـل السخـاء
ولا ترى للأعادي قـط  ذلاً     فإن شماتـه الأعـدا  بـلاء
ولا ترج السماحة من  بخيل     فما في النار للظمـآن مـاء
ورزقك ليس ينقصه التأنـي     وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سـرور     ولا بؤس عليك ولا  رخـاء
إذا ما كنت ذا قلـب قنـوعٍ      فأنت ومالك الدنيـا  سـواء
ومن نزلت بساحته  المنايـا     فلا أرض تقيـه ولا سمـاء
وأرض الله واسعـة ولكـن     إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كـل  حيـن     فما يغني عن الموت  الدواء

 البلاء من أنفسنا 
نعيب زماننا والعيـب فينـا    وما لزماننا عيـب سوانـا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنبٍ    ولو نطق الزمان لنا هجانـا
وليس الذئب يأكل لحم  ذئبٍ    ويأكل بعضنا بعضاعيانـا

***
 روابط :

هناك تعليق واحد:

  1. روعة شعر حكمة وتجربة

    موضوع مميز ومختصر وافي لديوان الشافعي ، والحقيقة المدونة كلها إضاءات حلوة في كل فن
    دعواتي لك بالتوفيق ومزيدًا من المواضيع المميزة

    خاالد

    ردحذف